أَسْبَابِ الرِّزْقِ الخَفِيَّة تتناولها موضوع خطبة الجمعة القادمة

حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة القادمة 2 أغسطس 2024م بعنوان: “التقوى” (2) من أسباب الرزق الخفية.
وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف الذي ستوصله هذه الخطبة إلى مرتادي المساجد هو الحديث عن التقوى كسبب خفي ومهمل من أسباب الرزق، والهدف هو طرق أبواب الرزق من خلال مدخل التقوى.
وأضافت وزارة الأوقاف أن هدف الخطبة ليس الحديث عن التقوى وحدها، بل الحديث عنها كسبب خفي ومهمل من أسباب الرزق، وكذلك الحديث عن ثمرات التقوى، مع بيان أن أبواب الرزق لا تغلق بالذنوب والمعاصي، مع ذكر أمثلة لفتح الله تعالى أبواب الرزق للمتقين.
وفيما يلي نص خطبة الجمعة:
الحمد لله رب العالمين، خالق السماوات والأرض، نور السماوات والأرض، هادي السماوات والأرض، أقام الكون بعظمة تجلياته، وأنزل الهدى على أنبيائه ورسله. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفوه من خلقه وحبيبه. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فإن غرضنا في هذه الخطبة هو الحديث عن الأبواب الخفية المهملة التي تفتح منها أبواب الرزق، ففي الجمعة الماضية تحدثنا عن أحد تلك الأسباب الخفية للرزق، وهو صلة الرحم، واليوم سنتحدث عن باب خفي آخر من أبواب الرزق وهو التقوى.
ليس غرضنا اليوم أن نتحدث عن التقوى وحدها كما تحدثنا عنها كثيراً، بل حديثنا اليوم عن التقوى كسبب لنزول المطر من السماء، ونزول المطر، وتوسعة الرزق والبركة فيه.
التقوى مفتاح الخيرات، وبها تنزل الرزق والبركات، وهي سبب السعادة والنجاة، وفرج الكرب، وانشراح الصدر، والتقوى حارس لا ينام، يأخذ باليد إذا عثرت، وبها ينزل الله النعمة والرحمة.
“فأيها الراغب في رزق ربك لا تغلق أبواب الرزق بالمعاصي والذنوب فإنها سبب كل هم وغم وبلاء وفتنة واعلم أن العبد محروم الرزق بسبب ما يصيبه من ذنب فلا تكذب ولا تسخر ولا تتنمر ولا تتكبر ولا تحتقر أحدا ولا تنظر إلى الحرام أبدا وليكن دعائك دائما: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى وإذا كان التقوى تحول بينك وبين عذاب الله وقاية فإن هذه الوقاية لا تتحقق إلا بالابتعاد عن المعاصي والذنوب وكل ما يغضب الله سبحانه وتعالى وفي ذلك تتحقق ثمرات التقوى وبركاتها”. يقول ربنا سبحانه وتعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}، ويقول سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}، فعاقبة التقوى هي الرزق الذي يأتي من حيث لا يدري الإنسان، ومن حيث لا يرجو ولا يتوقع ولا يفكر ولا يتصور! اتقوا الله يا عباد الله، يرزقكم الله رزقًا حلالا طيبًا واسعًا! هذه السيدة الصالحة هاجر أم سيدنا إسماعيل عليه السلام امتثلت لأمر ربها تعالى، حين أسكنها زوجها الخليل إبراهيم عليه السلام في وادٍ قاحل بالقرب من بيت الله الحرام. أصابها العطش والجوع وولدها، فأتاها الرزاق من فضله، وأكرمها من كرمه الواسع، ورزقها، وولد ولدها من حيث لم تحتسب في هذه البقعة المباركة، ففجر لها سبحانه بئر زمزم ماءً طهوراً، يشرب منه الصالحون ويرتوون، ويدعون الله تعالى فيحقق لهم ما يأملون.
اتقوا الله يرزقكم الله، والعبد الصالح إذا ضاق به الحال يسر له، وإذا مرض عافي له، وقد ورد في الحديث: «أنا الله إذا رضيت باركت، ولا منتهى لنعمتي».
***
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فمن أراد سعة الرزق فاتق الله في نفسك، واتق الله في زوجتك، واتق الله في ولدك، واتق الله في رحمك، واتق الله في عملك، واتق الله في مجتمعك؛ تجد عاقبة التقوى الهداية، وتذوق البركة والسعة في الرزق. هذه هي السيدة مريم التقية التقية (عليها السلام) حين خافت ربها وامتثلت أمره سبحانه، فرزقها الرزاق بغير حساب ولا اعتبار لقوانين الفصول، فكانت تأتيها ثمار الصيف في الشتاء، وكانت تأتيها ثمار الشتاء في الصيف، ففي الصيف، فهو سبحانه لا تنفد خزائنه، ولا يغيب عنه علم ما يرزق ومن يرزق، فمن ذا الذي يخاف الفقر وهو قريب منه؟ ومن ذا الذي يخاف العوز وهو مؤمن بقدرته؟ هو الذي يقول للرزق: كن فيكون، وجزى الله من قال:
لقد توكلت على الله خالقي في رزقي، وأنا على يقين أن الله هو الرزاق بلا شك.
وأيًا كان ما عندي من رزق فلن يفوتني ولو كان في قاع البحر العميق.
سيأتيه الله تعالى بفضله وإن عجز لساني عن النطق.
فعلى ماذا تذهب النفس ندماً وقد قسم الرحمن الرزق للخلق!
اللهم ارزقنا بفضلك العظيم أنت خير الرازقين.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر