أخبار الخليج

قرية السوجرة بالجبل الأخضر.. تحول رقمي يعزز مكانتها كواجهة سياحية

أدرك الشباب العماني مقومات السياحة، ومن أهم كنوزها تلك القرى المنتشرة في المحافظات والولايات، ولعل أبرزها قرية الصجعة التي تقع في قلب الطبيعة العمانية الخلابة في ولاية الجبل الأخضر، فهي من الوجهات التي تجمع بين التراث العريق والحداثة المتقدمة. ومع الطفرة الأخيرة في التكنولوجيا والتحول الرقمي، أصبح من المهم للغاية تحويلها إلى موقع إلكتروني جذاب بمحتوى يضم كل ما يخدم القرى السياحية، ويستفيد منه الزائر أو السائح.

كل ركن من أركان القرية مصدر إلهام مشبع بإبداع وشغف الشعب العماني العريق، يعكس إرثًا متوارثًا من جيل إلى جيل، يسعى إلى استدامة إرثه، مما دفع المهتمين بقطاع الاقتصاد الإبداعي أو الاقتصاد الأرجواني، الذي يهتم بالاهتمام بالصناعات الإبداعية، إلى الاهتمام بهذه القرية واستثمار مكوناتها في قطاعات خدمية وترفيهية مختلفة، كما سيكون الموقع الإلكتروني واجهة للزوار من داخل وخارج سلطنة عمان، وقد اهتم الفريق المسؤول عن تحويل القرية إلى منصة إلكترونية بأدق التفاصيل التي تسهل العملية على الزوار والباحثين عن الأنشطة والفعاليات المقامة في قرية الصخرة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأنشطة والفعاليات فيها.

ويتضمن التحول الرقمي للقرية عدة مكونات، منها تعزيز الهوية التجارية رقمياً، وسهولة الوصول والتعرف على المنطقة، والاستدامة، وهي استراتيجية تمكنها من مواكبة تطورات العصر وتلبية احتياجات الجمهور الحديث، بالإضافة إلى خلق فرص عمل جديدة.

ومن ناحية أخرى يسعى الموقع إلى تحسين تجربة الزائر من خلال تقديم خدمات مبتكرة ومتكاملة تساهم في تسهيل حصوله على المعلومات والخدمات، فمن ناحية يتيح الموقع للزائر الحصول على معلومات شاملة ومفصلة عن الأنشطة والمعالم السياحية في السجورة، مما يساعده بشكل كبير في التخطيط الأمثل لزيارته، كما يوفر الموقع خرائط تفاعلية تعرض المواقع الرئيسية مثل (كهف عامر) والقرى الثلاث والبحيرات المخفية ومحمية الجبل الأخضر، بالإضافة إلى جداول محدثة للفعاليات السياحية والمناسبات الثقافية، وهذا الإعداد يمكن الزائر من استكشاف خياراته المتعددة واختيار الأنشطة التي تناسب اهتماماته، ولعل أبرزها مصنع الورد وموقع مراقبة النجوم ومسار الرمان ورياضة التسلق “فيفراتا”.

بالإضافة إلى ذلك، يسهل الموقع عملية حجز الخدمات مباشرة عبر الإنترنت، مما يقلل بشكل كبير الوقت والجهد الذي قد ينفقه الزائر في الحجوزات التقليدية، حيث يمكن للزائر حجز تذاكر الفعاليات السياحية المختلفة، وكذلك حجز أماكن الإقامة والمطاعم، مما ينعكس بشكل مباشر على تحسين تجربته وتقليل الحاجة للحضور الشخصي أو الانتظار الطويل.

بالإضافة إلى ذلك، يدعم الموقع التواصل الفعال مع الزوار من خلال توفير قنوات اتصال مباشرة مثل الدردشة المباشرة والبريد الإلكتروني، حيث تضمن هذه الميزة الدعم الفوري للزوار، سواء كانت استفسارات حول الفعاليات أو طلبات خاصة، مما يعزز رضا الزوار ويضمن تجربة سلسة من البداية إلى النهاية.

ولم يغفل فريق السجارة أهمية الاستدامة، حيث تبنى هذا المفهوم ركيزة أساسية في كافة جوانب عمله، فقد كانت الاستدامة كفلسفة تسعى إلى إيجاد توازن متناغم بين التنمية البشرية وحماية البيئة، في صميم رؤيتهم على الدوام. ومن هذا المنطلق، أجرى الفريق دراسات معمقة ووضع استراتيجيات مبتكرة تهدف إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان استمراريتها للأجيال القادمة، مما يعكس التزامهم العميق بتحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة. ومن بين هذه المبادرات الحد من استخدام البلاستيك، حيث عمل الفريق على دراسات حول الحد من استخدام البلاستيك وعلاقته بتكاليف المواد، حيث وجدوا أنه تم توفير 75% من تكاليف المواد. ومن المبادرات الأخرى المتعلقة باستخراج الأخشاب المستخدمة في مرافق القرية والنزل كنوع من الاستدامة البيئية، حيث تم استخدام الأخشاب من الأشجار المحيطة بالمنطقة، بما في ذلك شجرة الأتام وشجرة العلان وشجرة الزيتون البري والتوت البري، بالإضافة إلى أشجار الجوز والرمان والمشمش. وتتم عملية جمع الحطب وفق آليات محددة خاصة عند حدوث عوامل طبيعية أو موت الأشجار، أما على صعيد الاستدامة الاجتماعية فقد قام فريق قرية السجارة بممارسة حرفة صناعة العصا السوداء والنجارة الموجودة في القرية وساهم في توفير فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي.

أما فيما يتعلق بالاستدامة الاقتصادية، فإن الموقع الإلكتروني يعد منصة فعالة لبيع الهدايا التذكارية والمنتجات المحلية، مما يساهم بشكل كبير في تعزيز اقتصاد القرية وفتح مصادر دخل جديدة. ويتيح هذا الموقع الإلكتروني للزوار شراء مجموعة متنوعة من المنتجات التي تعكس التراث المحلي، مثل الحرف اليدوية الفريدة والعطور التقليدية المستخرجة من النباتات المحلية، مما يضيف بعداً اقتصادياً مهماً للمشروع. ولا تعمل هذه المبادرة على تعزيز الاقتصاد المحلي فحسب، بل تساهم أيضاً في دعم الحرفيين والمزارعين، وضمان استدامة واستمرارية العمل المحلي على المدى الطويل.

وقال محمد بن ناصر الشرقي من قرية الصخرة: إن التحول الرقمي في القرية ليس مجرد تطور تقني، بل هو نقلة نوعية تسهم في تعزيز مكانة القرية على الخارطة السياحية، وتوفر لها فرصاً جديدة للنمو والازدهار في ظل التطورات التكنولوجية المستمرة.

مشيراً إلى أن المبادرة تشكل نموذجاً مشرفاً، حيث إن أهمية هذه المبادرات لا تقتصر على تطوير القرية فقط، بل تتعدى ذلك إلى تعزيز مكانتها كوجهة سياحية إبداعية، حيث يفتح هذا النوع من المشاريع آفاقاً جديدة للاقتصاد الإبداعي، ويبرز دور الشباب كقوة دافعة لتحقيق التقدم والازدهار الوطني.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا...
كيف يمكنا مساعدتك؟